Posts

11 - الدخل القومى و الميزان التجارى و الضرائب

  إستكمالا للحديث عن الإقتصاد ؛ هناك فرق بين إجمالى المنتج المحلى للدولة و بين الدخل القومى أو دخل خزانة الدولة إجمالى المنتج المحلى قد يكون كافيا لتغطية إحتياج جميع مواطنى الدولة ؛ و لكن هناك أمران لابد أن نفقه ما يعنياه ؛  اولاً لا يمكن لأى دولة أن يكون بها إكتفاء ذاتى من جميع المنتجات ؛ و لهذا يحدث تبادل تجارى بين الدول و دولة مثل مصر بها مائة مليون مواطن و لنقل أنها تحتاج الي ناتج مجمل محلى يساوى ستمائة مليار دولار سنوياً لتعطية إحتياجات المواطنين ؛ أى متوسط نصيب الفرد ستة آلاف دولار فى السنة أى خمسمائة دولار فى الشهر لتغطية إحتياج المواطن من مأكل و ملبس ومسكن و مواصلات و طاقة و أمن و مرافق و دفاع و نفقات حكومية الى آخره قد يكون إجمالى ما تنتجه مصر محليا يعادل أربعمائة مليار دولار فيكون هناك عجز فى الميزانية يعادل مائتى مليار دولار يتم تغطية هذا العجز بالإقتراض ؛ و من الإنتاج الذى يساوى أربعمائة مليار دولار فما يتم إستهلاكه محليا يعادل مائتى مليار ؛ و باقى الإحتياجات لابد أن تستوردها مصر من الخارج ؛ فتقوم مصر بتصدير الفائض من الإنتاج الذى لا يتم إستهلاكه محليا و تستورد ما ...

10 - السياسة و الإقتصاد

  يا عم مالناش دعوة بالسياسة ؛ شوف لنا موضوع غير ده  للأسف الشديد لا يوجد وعى عام أو معرفة بمعنى السياسة و تأثيرها على الواقع اليومى للمواطن القرار السياسي هو المحرك الرئيسى لإدارة إقتصاد الدولة ؛ و إدارة إقتصاد الدولة هو ما يجعل حياة المواطن حياة كريمة أو حياة بائسة إن معرفة المواطنين بمبادئ السياسة و الإقتصاد عنصر أساسى و هام فى المشاركة الفعالة فى معرفة حقوقهم و العمل على المشاركة فى التنمية نبدأ بمبادئ الإقتصاد ؛ و ببساطة شديدة فموازنة الدولة كميزانية البيت ؛ لديك دخل و لديك مصاريف ؛ إذا كان الدخل مساوى للمصاريف لا يوجد مدخرات للمستقبل أو للطوارئ ؛ و إذا قل الدخل عن المصاريف إضطر أهل البيت للإستدانة  و لا يوجد مشكلة فى الإستدانة الا فى عدم القدرة على سداد الدين ؛ و فى هذا الوضع يضطر أهل البيت لبيع أصولهم كبيع الذهب أو اللأدوات المنزلية أو الموبيليا أو العمل الإضافى لزيادة الدخل بالطبع إقتصاد الدولة أكثر تعقيدا و يعتمد على محصلة و ليس مفردا و لكن يمكن تبسيطه بأن نتخيل أننا فى قرية فى العصور القديمة قبل إختراع النقود ؛  القرية بها عائلة تزرع و أخري تبني و تصنع ؛ كل...

9 - التدنى و عقدة النقص

الشعور بالتدنى و عقدة النقص مرتبطان مباشرة بالطبقية للأسف الشديد فمعظم المصريين من الطبقات العليا و المتوسطة العليا يفخرون بالأصول الغير مصرية خاصة إذا إرتبطت بلون البشرة أو الشعر الفاتح و هناك ظاهرة أخرى أسوأ ؛ هذه الظاهرة أنتشرت فى جامعات القمة المصرية ؛ و التى أسميها ظاهرة نطق اللغة الإنجليزية بلهجة الجامعة الأمريكية ؛ و لمن عاش خارج مصر وسافر الى إنجلترا و أمريكا يعلم أن لهجة الجامعة الأمريكية التى أتحدث عنها هى لهجة مفتعلة مقيته إختص بها المتأمركين و المتعالين فى المجتمع المصرى القاطنين فى النوادى الرياضية المغلقة و فيلات المنصورية و المريوطية و منتجعات الساحل الشمالى و سهل حشيش هذه الظاهرة ليست الا إنعكاس للإحساس بالدونية و الرغبة فى التبرأ من أصلهم المصرى ؛ و هذا موروث الأستعمار التركى و البريطانى لمصر ؛ فالتركى أو البريطانى هو السيد ؛ و المصرى هو الموظف أو الخادم ؛ و أغلب الأعيان حصلوا على تعليمهم فى المدارس البريطانية و الفرنسية ؛ فإتقان لغة السيد هى تصريح الدخول الى عالم السادة ؛ كذلك إنتشر أيضا الزواج من بنات هؤلاء المستعمرين حتى يصبح لك شرعية السيادة هذه الظاهرة ليست مختصة ...

8 - ثقافة الإستقواء و الطبقية و اللى مالهوش ظهر

  إنت مش عارف أنا مين؟ اللى مالهوش ظهر ينضرب على بطنه يا بخت مين كان النقيب خاله كل هذه الأمثال الشعبية تعبر عن ثقافة مترسخه فى العقلية المصرية ؛ و أساس هذه الثقافة نابعة من الطبقية و هى ثقافة الأستعلاء و الإحتماء بالطبقة الإجتماعية  الطبقية لم تنتهى فى مصر عندما أعلن نظام عبد الناصر محاربة الطبقية ؛ بل أستبدلت من طبقة إقطاعيين يرضى عنهم القصر الملكى بطبقة مصالح ترضى عنهم مؤسسة الرئاسة الطبقية لها وجود في مجتمعات عديدة خاصة في الدول الملكية التى بها طبقة من الأعيان (الطبقة الأرستقراطية)  و هى ليست مشكلة فى حد ذاتها ؛ و لكن المشكلة تكمن فى أن تحصل هذه الطبقة على معاملة خاصة أمام أجهزة الدولة أو أمام القضاء أو فى الحصول على فرص العمل و الإستثمار دون غيرهم من المواطنين ؛ فتزداد الهوة الإجتماعية وتزداد هذه الطبقة ثراء و سيطرة على مقاليد الأمور الطبقية تقضى على العدالة و تكافؤ الفرص فى المجتمعات المتخلفة حضارياً ؛ و تحد من تكافؤ الفرص فى الدول المتحضرة ؛ كمثال ففى المملكة المتحدة هناك إحصائيات تظهر أن معظم القادة السياسيين و العسكريين و رؤساء مجالس الأدارة في البنوك و المؤسسات...

7 - إنعدام ثقافة الحفاظ على المكتسبات و علاقتها بالإدارة المركزية

  فى إستكمال لمناقشة فكرة الحاكم القوى ؛ لا يوجد حاكم قوى بدون أدارة مركزية ؛ الحاكم يسيطر على جميع مراكز إتخاذ القرار فى الدولة ؛ و كما ذكرت سابقاً ؛  ففكرة أن مصر تحتاج حاكم قوى يصلحها و يضعها على الطريق الصحيح (لأنه لا يحدث تغيير فى مصر إلا من أعلى) هى فكرة فاسدة ؛ لأن الحاكم التالى بعده سيعيد الحالة الى سيرتها الأولى ؛ و ينتظر الشعب حاكم عادل آخر و هكذا عبد الناصر أمم الممتلكات و ووزع الأراضى الزراعية و أنشأ المصانع الحكومية و منشآت القطاع العام و أقر سياسات إشتراكية فى إدارة الدولة ؛ فهل إعترض أحد ؟ حتى أن سيد مرعى أحد وزراءه كان من عائلة إقطاعية كبيرة تمت مصادرة أراضيها ؛ و عبد الحكيم عامر كان أيضاً من عائلة إقطاعية كبيرة السادات قرر سياسيات الأنفتاح الإقتصادى و السوق الحرة ؛ فأصبح الجميع تجاراً و وكلاء إستيراد و تصدير ؛ فهل دافع أحد عن الإشتركية و مكتسباتها؟ مبارك أقر سياسات الخصخصة و بيع القطاع العام و رفد العمال و الموظفين (تحت مظلة المعاش المبكر) فى صفقات شابها الفساد و  العمولات ؛ ما حدث هو أن قبل الجميع بالأمر الواقع و أغلب من إستبدلوا معاشاتهم أصبحوا سائقى تا...

6 - مفهوم إدارة الدولة عند من يحكم مصر

للأسف الشديد من يحكم مصر يدير الدولة كناظر عزبة الشعب هم الفلاحين و الخدم و عبيد العزبة ؛ ولابد من ضربهم بالسياط للسيطرة على كسلهم و طمعهم و نزواتهم إذا قرروا الثورة الجيش و الشرطة هم الغفر الممسكون بالسياط الوزراء و المسئولين هم كتاب العزبة ؛ لهم حق السرقة برضاء ناظر العزبة ؛ تماماً مثل فيلم نجيب الريحانى (أبو حلموس) و مبدأ تزوير الدفاتر و الشئ لزوم الشئ عندما أتت أول إنتخابات بعد الثورة بالأخوان ؛ أرادوا إدارة العزبة لصالحهم ؛ و أرادوا السيطرة على الجيش و الشرطة ؛ الرئيس الراحل مرسى كرر فى أكثر من مرة (أنا القائد الأعلى للقوات المسلحة) و ذكر فى خطابه لرجال الشرطة بمعسكر الدراسة (أنتم فى قلب ثورة يناير)  الأخوان قاموا أيضا بتغيير جميع قيادات الأحياء و المحافظات و الجامعات و المصالح الحكومية لأتباعهم ؛ حتى ضاق بهم الجميع و منهم السلفيين الذين ذكروهم بفكرة مشاركة لا مغالبة  لكن سياسة إدارة العزبة لا يوجد فيها مشاركة ؛ آكل الكعكة (التورتة) لا يريد المشاركة بل يريد ولاء الأتباع و توزيع التورتة بمعرفته و إرادته و رضاه للأسف الشديد ؛ هذه هى ثقافة الحكم فى مصر ؛ و لن تتغير حتى يغيره...

5 - مفهوم الحاكم القوى

إحنا محتاجين حاكم قوى يمسكها (يمسك البلد يعنى)  إحنا محتاجين ديكتاتور قوى بس يكون عادل ؛ البلد دي ما بتمشيش غير بالكرباج إحنا محتاجين حد ينضفها و يولع فى الناس الوسخة اللى ماليه البلد ؛ و هكذا فكرة الحاكم القوى المخلّص ؛ أو الحاكم الملهم المؤيد من الله هى فكرة أزلية أبدية فى ثقافتنا الشعبية ؛ قكرة التأييد الإلهى بدأت فى مصر منذ عصر الفراعنة ؛ فالفرعون نصف إله يحظى بتأييد أبيه الإله الأعلى فى السماء ؛ و يعطى الشعب الخير القادم مع الفيضان الذى ينطق برضى الإله ؛ و كانت الآداه الإعلامية للفرعون هى من خلال كهنة المعابد ؛ ينشرون فكرة أن الكوارث و الحروب و هجمات الجراد هى من غضب الإله على الشعب ؛ فالخير من الفرعون و الشر من فساد الشعب إرادة الشعب فى أمنية أن يأتيهم الحاكم القوى العادل فى يوم من الأيام تعكس الحقائق التالية أولا عدم وجود رغبة فى العمل السياسي و العمل العام عند أغلبية الشعب ؛ و هذا بسبب التضييق الأمنى فى هذين المجالين ؛ لذلك من يعمل فى المجال السياسى إما لمصلحة خاصة و غالبا ما يكون عميلا أو راضخا لأجهزة الأمن ؛ أو متبع لمنهج أيديولوجى كالأشتراكية أو الأخوانية ؛ فأما الأشتراك...