9 - التدنى و عقدة النقص
الشعور بالتدنى و عقدة النقص مرتبطان مباشرة بالطبقية
للأسف الشديد فمعظم المصريين من الطبقات العليا و المتوسطة العليا يفخرون بالأصول الغير مصرية خاصة إذا إرتبطت بلون البشرة أو الشعر الفاتح
و هناك ظاهرة أخرى أسوأ ؛ هذه الظاهرة أنتشرت فى جامعات القمة المصرية ؛ و التى أسميها ظاهرة نطق اللغة الإنجليزية بلهجة الجامعة الأمريكية ؛ و لمن عاش خارج مصر وسافر الى إنجلترا و أمريكا يعلم أن لهجة الجامعة الأمريكية التى أتحدث عنها هى لهجة مفتعلة مقيته إختص بها المتأمركين و المتعالين فى المجتمع المصرى القاطنين فى النوادى الرياضية المغلقة و فيلات المنصورية و المريوطية و منتجعات الساحل الشمالى و سهل حشيش
هذه الظاهرة ليست الا إنعكاس للإحساس بالدونية و الرغبة فى التبرأ من أصلهم المصرى ؛ و هذا موروث الأستعمار التركى و البريطانى لمصر ؛ فالتركى أو البريطانى هو السيد ؛ و المصرى هو الموظف أو الخادم ؛ و أغلب الأعيان حصلوا على تعليمهم فى المدارس البريطانية و الفرنسية ؛ فإتقان لغة السيد هى تصريح الدخول الى عالم السادة ؛ كذلك إنتشر أيضا الزواج من بنات هؤلاء المستعمرين حتى يصبح لك شرعية السيادة
هذه الظاهرة ليست مختصة بمصر ؛ فهى موجودة بجميع المستعمرات السابقة فى أفريقيا و آسيا ؛ و السيد قد يكون قادما من بريطانيا أو فرنسا أو أسبانيا أو إيطاليا ؛ و هى ما نسمية باللغة الدارجة ؛ عقدة الخواجة
لقد حزنت بشدة عندما رأيت صورة الرئيس مع قائد الإدارة المركزية للجيش الأمريكى ؛ فهذه الصورة بألف كلمة
إن ما يغذى هذه الظاهرة هو عدم الثقة فى ما هو محلى ؛ فالمحلى لا يعتمد عليه سواء كان شخص أو منتج
الشخص المحلى متدنى الأخلاق و المنتج المحلى متدنى الجودة و بدلاً من الإصلاح و الارتقاء ؛ الأسهل هو التقليد و الأقتباس و السرقة و الغش و الفهلوة أو الأدعاء ظاهرياً بأننا أمريكان و ننطق اللغة الإنجليزية بلهجة الجامعة الأمريكية
الإرتقاء بالأخلاق و أتقان العمل و البحث عن قاعدة قومية و ثقافية جامعة و مشتركة نفخر بالإنتماء لها و ننطلق منها هو الحل للخروج من فخ الدونية ليس بالإدعاء أو التقليد و لكن بالريادة ؛ نحن فى أزمة هوية ؛ و لا يمكن إيجاد هوية وطنية مبنية على المظاهر ؛ بل أساس أى هوية وطنية يبنى على الريادة و لن يكون لمصر ريادة فى أى مجال طالما لم يُمكَن الشعب فى أن يكون سيدا فى وطنه
Comments
Post a Comment