5 - مفهوم الحاكم القوى


إحنا محتاجين حاكم قوى يمسكها (يمسك البلد يعنى)

 إحنا محتاجين ديكتاتور قوى بس يكون عادل ؛ البلد دي ما بتمشيش غير بالكرباج

إحنا محتاجين حد ينضفها و يولع فى الناس الوسخة اللى ماليه البلد ؛ و هكذا

فكرة الحاكم القوى المخلّص ؛ أو الحاكم الملهم المؤيد من الله هى فكرة أزلية أبدية فى ثقافتنا الشعبية ؛

قكرة التأييد الإلهى بدأت فى مصر منذ عصر الفراعنة ؛ فالفرعون نصف إله يحظى بتأييد أبيه الإله الأعلى فى السماء ؛ و يعطى الشعب الخير القادم مع الفيضان الذى ينطق برضى الإله ؛ و كانت الآداه الإعلامية للفرعون هى من خلال كهنة المعابد ؛ ينشرون فكرة أن الكوارث و الحروب و هجمات الجراد هى من غضب الإله على الشعب ؛ فالخير من الفرعون و الشر من فساد الشعب

إرادة الشعب فى أمنية أن يأتيهم الحاكم القوى العادل فى يوم من الأيام تعكس الحقائق التالية

أولا عدم وجود رغبة فى العمل السياسي و العمل العام عند أغلبية الشعب ؛ و هذا بسبب التضييق الأمنى فى هذين المجالين ؛ لذلك من يعمل فى المجال السياسى إما لمصلحة خاصة و غالبا ما يكون عميلا أو راضخا لأجهزة الأمن ؛ أو متبع لمنهج أيديولوجى كالأشتراكية أو الأخوانية ؛ فأما الأشتراكيين ؛ فلا نعرف ما منهجهم إذا وصلوا للحكم ؛ وأما الأخوان فمنهجهم واضح و هو السيطرة و التمكن و معاداة و تهميش الأقباط ؛ و أخونة المجتمع إن أمكن 

ثانيا عدم وجود تجربة تاريخية فى مصر لإدارة دولة رشيدة من أبناء الشعب المصرى ؛ حتى عندما كان المصريين يثورون على الوالى كانوا يتراجعون عن أخذ مقاليد السلطة بل يتضرعون الى المماليك أو السلطان العثمانى بأن يولى عليهم من يرعى الله فيهم ؛ 

ثالثا عدم وجود فهم و رؤية لدى الشعب عن أليات إدارة الدولة و عن الفرق بين الجهاز الحكومى التنفيذى الإدارى و الجهاز السياسى  التشريعى و أن فشل الجهاز الحكومى الذى يدير شئون المواطنين يعكس فشل النظام السياسي ؛ بل يعتقدون أن الحاكم القوى لديه القدرة على إصلاح جميع المنظومات الفاشلة فى الدولة

رابعا إنعدام وجود فهم حقيقى لمعنى إدارة الدولة فالشعب يريد حاكم قوى عادل حتى يقوم بإتخاذ القرارات اللازمة و يضرب بيد من حديد على المفسدين ؛ وهذا يعكس عدم فهم موازين السلطة ؛ فالحاكم له أدوات فى تنفيذ أوامره ؛ ولا يستطيع الضرب بيد من حديد دون ولاء الوزراء و الحاشية و الشرطة و الجيش ؛ و إذا كان الفساد من هؤلاء أنفسهم ؛ فكيف يمكن للحاكم الإصلاح؟

الإصلاح لن يتم إلا بإعلاء مفهوم أن الشعب هو مصدر السلطة ؛ و أن جميع مؤسسات الدولة قائمة لرعاية مصالح الشعب و حماية حقوقه و حرياته و أمنه ؛ دون ذلك فلا جدوى من إهدار الوقت فى إنتظار قدوم الديكتاتور العادل ؛ لابد أن يقوم الشعب بفرض هذين  المبدأين بأى وسيلة ممكنة و هما أساس بناء أى دولة متحضرة فى العالم

1 -  الشعب هو المصدر الوحيد و الرئيسى للسلطة

 2 - جميع مؤسسات الدولة قائمة لرعاية مصالح الشعب و حماية حقوقه و حرياته و أمنه و ممتلكاته و أهمها أرض الوطن

الديموقراطية ليست هى الحل كما يدعو الكثير من المفكرين ؛ بل الوعى الشعبى و تكاتفه من أجل إقرار حقوقه هو الحل ؛ الديموقراطية نتيجة وليست سبب و لا يجب أن نضع العربة أمام الحصان 

Comments

Popular posts from this blog

2 - مفهوم سيادة المواطن

1- مفهوم الدولة أو الوطن

3 - أهمية طريقة إنتقال الحكم (تداول السلطة) فى استقرار الدولة و مستوى حضارتها