7 - إنعدام ثقافة الحفاظ على المكتسبات و علاقتها بالإدارة المركزية

 

فى إستكمال لمناقشة فكرة الحاكم القوى ؛ لا يوجد حاكم قوى بدون أدارة مركزية ؛ الحاكم يسيطر على جميع مراكز إتخاذ القرار فى الدولة ؛ و كما ذكرت سابقاً ؛  ففكرة أن مصر تحتاج حاكم قوى يصلحها و يضعها على الطريق الصحيح (لأنه لا يحدث تغيير فى مصر إلا من أعلى) هى فكرة فاسدة ؛ لأن الحاكم التالى بعده سيعيد الحالة الى سيرتها الأولى ؛ و ينتظر الشعب حاكم عادل آخر و هكذا

عبد الناصر أمم الممتلكات و ووزع الأراضى الزراعية و أنشأ المصانع الحكومية و منشآت القطاع العام و أقر سياسات إشتراكية فى إدارة الدولة ؛ فهل إعترض أحد ؟ حتى أن سيد مرعى أحد وزراءه كان من عائلة إقطاعية كبيرة تمت مصادرة أراضيها ؛ و عبد الحكيم عامر كان أيضاً من عائلة إقطاعية كبيرة

السادات قرر سياسيات الأنفتاح الإقتصادى و السوق الحرة ؛ فأصبح الجميع تجاراً و وكلاء إستيراد و تصدير ؛ فهل دافع أحد عن الإشتركية و مكتسباتها؟

مبارك أقر سياسات الخصخصة و بيع القطاع العام و رفد العمال و الموظفين (تحت مظلة المعاش المبكر) فى صفقات شابها الفساد و  العمولات ؛ ما حدث هو أن قبل الجميع بالأمر الواقع و أغلب من إستبدلوا معاشاتهم أصبحوا سائقى تاكسي

 عندما حكم مرسي إنضم الكثيرون لحزب الحرية و العدالة و أطلق الأكثر لحيتهم

ما أعنى أن الشعب على دين الحاكم ؛ إذا أتى حاكم ظالم و مجرم يتحول الشعب المصرى الى بلطجية و لصوص ؛ 

الأمل أن يصبح الحاكم على دين الشعب ؛ فالشعب المترابط الرافض للظلم و التهميش يحكمه حاكم عادل

تاريخ مصر فى عهد المماليك ملئ بالحكام الذين أرادوا العدل ؛ فقتلهم أمراء المماليك و أتوا بظلم أفدح مما سبق ؛ فهل دافع الشعب عن مكتسباته التى أتاهم بها الحاكم العادل ؟

المشكلة أن الشعب لا وجود له ككتله واحدة لديها ثقافة مشتركة تدافع عن مصالحها ككتلة مشتركة

الشعب أفراد لديهم رغبة فى حياة أفضل طالما لم تمس مصالحهم و طالما لم يدفعوا ثمن الأصلاح ؛ فالجميع يرغب فى الأصلاح و لكن لا يرغب فى أن يبدأ بنفسه أو أن يصطف لحماية مكتسباته

أغلب أفراد الشعب من حزب الكنبة ؛ الأهم عندهم ألا تتأثر حياتهم عن أن ينصلح حال الوطن ؛ الأهم أن يصل الديليفرى بالكباب عن أن يصبح الشعب سيداً فى وطنه

أغلب أفراد الشعب ينظر كمتفرج ؛ ينتظر أن يرى ما سيحدث بعد و ما ستأتى به الأيام عن أن يشارك فى التغيير ؛ و أينما ترسوا سفينة التغيير يرتدى أفراد الشعب القبعات المناسبة أو يطلقون لحاهم أو يحلقونها

لا أمل فى مستقبل أفضل دون أن تتغير ثقافة أفراد الشعب و رؤيتهم للواقع إلى ثقافة يرى فيها الشعب أنفسهم ككتلة واحدة إذا صلحت أجبروا الحاكم على الإصلاح و إذا تبدد إصطفافهم و رضوا بأن يظلم بعضهم بعضا فلن يحكمهم إلا حاكم ظالم

الإصلاح فى مصر لن يأتى إلا من أسفل ؛ أصلح نفسك و القريبين منك و لا ترتجى الأمل فيمن لا خير فيه 

حركات الإصلاح من أسفل تسمى فى اللغة الإنجليزية بالجراس رووت موفمنت ؛ أى حركة نمو الأعشاب ؛ و هذه الحركات لها قادة و منظرين لفكر و مبادئ الحركة

فكر و مبادئ الإصلاح فى مصر هو أن يفهم الشعب وحدة المصير ؛ و أن يصبح كتلة قادرة على إتخاذ القرار يخشاها الحاكم و يعمل على إرضائها  ليس بإعطائهم نصيب فى توزيع التورتة بل بإقرار العدل

إصلاح ثقافة الشعب هي الحل حتى تتخذ الديموقراطية سبيلها


Comments

Popular posts from this blog

2 - مفهوم سيادة المواطن

1- مفهوم الدولة أو الوطن

3 - أهمية طريقة إنتقال الحكم (تداول السلطة) فى استقرار الدولة و مستوى حضارتها