Posts

Showing posts from June, 2024

11 - الدخل القومى و الميزان التجارى و الضرائب

  إستكمالا للحديث عن الإقتصاد ؛ هناك فرق بين إجمالى المنتج المحلى للدولة و بين الدخل القومى أو دخل خزانة الدولة إجمالى المنتج المحلى قد يكون كافيا لتغطية إحتياج جميع مواطنى الدولة ؛ و لكن هناك أمران لابد أن نفقه ما يعنياه ؛  اولاً لا يمكن لأى دولة أن يكون بها إكتفاء ذاتى من جميع المنتجات ؛ و لهذا يحدث تبادل تجارى بين الدول و دولة مثل مصر بها مائة مليون مواطن و لنقل أنها تحتاج الي ناتج مجمل محلى يساوى ستمائة مليار دولار سنوياً لتعطية إحتياجات المواطنين ؛ أى متوسط نصيب الفرد ستة آلاف دولار فى السنة أى خمسمائة دولار فى الشهر لتغطية إحتياج المواطن من مأكل و ملبس ومسكن و مواصلات و طاقة و أمن و مرافق و دفاع و نفقات حكومية الى آخره قد يكون إجمالى ما تنتجه مصر محليا يعادل أربعمائة مليار دولار فيكون هناك عجز فى الميزانية يعادل مائتى مليار دولار يتم تغطية هذا العجز بالإقتراض ؛ و من الإنتاج الذى يساوى أربعمائة مليار دولار فما يتم إستهلاكه محليا يعادل مائتى مليار ؛ و باقى الإحتياجات لابد أن تستوردها مصر من الخارج ؛ فتقوم مصر بتصدير الفائض من الإنتاج الذى لا يتم إستهلاكه محليا و تستورد ما ...

10 - السياسة و الإقتصاد

  يا عم مالناش دعوة بالسياسة ؛ شوف لنا موضوع غير ده  للأسف الشديد لا يوجد وعى عام أو معرفة بمعنى السياسة و تأثيرها على الواقع اليومى للمواطن القرار السياسي هو المحرك الرئيسى لإدارة إقتصاد الدولة ؛ و إدارة إقتصاد الدولة هو ما يجعل حياة المواطن حياة كريمة أو حياة بائسة إن معرفة المواطنين بمبادئ السياسة و الإقتصاد عنصر أساسى و هام فى المشاركة الفعالة فى معرفة حقوقهم و العمل على المشاركة فى التنمية نبدأ بمبادئ الإقتصاد ؛ و ببساطة شديدة فموازنة الدولة كميزانية البيت ؛ لديك دخل و لديك مصاريف ؛ إذا كان الدخل مساوى للمصاريف لا يوجد مدخرات للمستقبل أو للطوارئ ؛ و إذا قل الدخل عن المصاريف إضطر أهل البيت للإستدانة  و لا يوجد مشكلة فى الإستدانة الا فى عدم القدرة على سداد الدين ؛ و فى هذا الوضع يضطر أهل البيت لبيع أصولهم كبيع الذهب أو اللأدوات المنزلية أو الموبيليا أو العمل الإضافى لزيادة الدخل بالطبع إقتصاد الدولة أكثر تعقيدا و يعتمد على محصلة و ليس مفردا و لكن يمكن تبسيطه بأن نتخيل أننا فى قرية فى العصور القديمة قبل إختراع النقود ؛  القرية بها عائلة تزرع و أخري تبني و تصنع ؛ كل...

9 - التدنى و عقدة النقص

الشعور بالتدنى و عقدة النقص مرتبطان مباشرة بالطبقية للأسف الشديد فمعظم المصريين من الطبقات العليا و المتوسطة العليا يفخرون بالأصول الغير مصرية خاصة إذا إرتبطت بلون البشرة أو الشعر الفاتح و هناك ظاهرة أخرى أسوأ ؛ هذه الظاهرة أنتشرت فى جامعات القمة المصرية ؛ و التى أسميها ظاهرة نطق اللغة الإنجليزية بلهجة الجامعة الأمريكية ؛ و لمن عاش خارج مصر وسافر الى إنجلترا و أمريكا يعلم أن لهجة الجامعة الأمريكية التى أتحدث عنها هى لهجة مفتعلة مقيته إختص بها المتأمركين و المتعالين فى المجتمع المصرى القاطنين فى النوادى الرياضية المغلقة و فيلات المنصورية و المريوطية و منتجعات الساحل الشمالى و سهل حشيش هذه الظاهرة ليست الا إنعكاس للإحساس بالدونية و الرغبة فى التبرأ من أصلهم المصرى ؛ و هذا موروث الأستعمار التركى و البريطانى لمصر ؛ فالتركى أو البريطانى هو السيد ؛ و المصرى هو الموظف أو الخادم ؛ و أغلب الأعيان حصلوا على تعليمهم فى المدارس البريطانية و الفرنسية ؛ فإتقان لغة السيد هى تصريح الدخول الى عالم السادة ؛ كذلك إنتشر أيضا الزواج من بنات هؤلاء المستعمرين حتى يصبح لك شرعية السيادة هذه الظاهرة ليست مختصة ...

8 - ثقافة الإستقواء و الطبقية و اللى مالهوش ظهر

  إنت مش عارف أنا مين؟ اللى مالهوش ظهر ينضرب على بطنه يا بخت مين كان النقيب خاله كل هذه الأمثال الشعبية تعبر عن ثقافة مترسخه فى العقلية المصرية ؛ و أساس هذه الثقافة نابعة من الطبقية و هى ثقافة الأستعلاء و الإحتماء بالطبقة الإجتماعية  الطبقية لم تنتهى فى مصر عندما أعلن نظام عبد الناصر محاربة الطبقية ؛ بل أستبدلت من طبقة إقطاعيين يرضى عنهم القصر الملكى بطبقة مصالح ترضى عنهم مؤسسة الرئاسة الطبقية لها وجود في مجتمعات عديدة خاصة في الدول الملكية التى بها طبقة من الأعيان (الطبقة الأرستقراطية)  و هى ليست مشكلة فى حد ذاتها ؛ و لكن المشكلة تكمن فى أن تحصل هذه الطبقة على معاملة خاصة أمام أجهزة الدولة أو أمام القضاء أو فى الحصول على فرص العمل و الإستثمار دون غيرهم من المواطنين ؛ فتزداد الهوة الإجتماعية وتزداد هذه الطبقة ثراء و سيطرة على مقاليد الأمور الطبقية تقضى على العدالة و تكافؤ الفرص فى المجتمعات المتخلفة حضارياً ؛ و تحد من تكافؤ الفرص فى الدول المتحضرة ؛ كمثال ففى المملكة المتحدة هناك إحصائيات تظهر أن معظم القادة السياسيين و العسكريين و رؤساء مجالس الأدارة في البنوك و المؤسسات...