4 - مفهوم الأنتماء
الأنتماء مرتبط بالثقة
إذا شك الناس فى إنتمائك فقدت ثقتهم
أشهر وسائل الدعاية السلبية التى تستخدمها المجموعات السياسية الفاشية و الحكومات السلطوية ضد خصومهم السياسيين هى التشكيك فى الإنتماء و إدعاء العمالة و الخيانة
الإنسان بطبعة يركن الى أن يكون منتميا الى جماعة ما ؛ فالجماعة توفر الحماية و التأييد و المعونة
هناك دوائر من الإنتماء ؛ دوائر قريبة و دوائر أوسع و أبعد
الأسرة ؛ الأصدقاء ؛ المنطقة السكنية ؛ القرية أو المحافظة ؛ المؤسسة كالجيش و الشرطة و النقابة المهنية ؛ تشجيع فريق رياضى ؛ الأنتماء لطائفة وطنية أو عرقية أو دينية كالقبطية أو الكاثوليكية أو كالسلفية أو الصوفية أو الأخوانية ؛ أو الأنتماء الى منطقة جغرافية كالصعيد أو الواحات أو سيناء و هكذا
هناك أيضاً دوائر أوسع ؛ الأنتماء للوطن كمصر أو للأمة :الأمة العربية و الأوسع الأمة الإسلامية و الأوسع للبشرية ؛ و هو ما نراه فى مظاهرات الطلاب فى الجامعات الأمريكية و الأوروبية لنصرة أهل غزه
الأنتماء مرتبط بالعطاء و التكاتف و إعلاء مصلحة الجماعة على المصلحة الفردية ؛ و أوضح مثال على ذلك هم الألتراس ؛ و هذا من وجهة نظرى هو السبب الرئيسى فى كره النظام السلطوى لهم و سبب المحاولات الدائمة لكسرهم ؛ لأن روح الألتراس إذا إنتشرت فى الشعب وأصبح هناك ألتراس شعب مصر ؛ فلن يدوم الحكم لمتسلط على مصر و لا ليوم واحد
الأنتماء يعطى إحساس بالمسئولية ؛ رأينا ذلك بعد عزل مبارك عندما بدأ الشباب فى تنظيف الطرق و دهان الأرصفة و زراعة الأشجار فى مناطق سكنهم ؛ الأنتماء يعطى إحساس بالمسئولية المشتركة و القدرة على الفعل ؛ ويعطى أيضاً الشعور بالملكية ؛ يشعرك أنك أصبحت تمتلك شيئاً لم يكن لك من قبل
فى الدول المتحضرة يتم إستخدام الطاقة الأيجابية للإنتماء فى العمل الجماعى من خلال العمل التطوعى و الجمعيات الأهلية و الخيرية و الذى قد يتطور الى العمل السياسي العام ؛ فالعمل الإجتماعى هو الحاضنة التى تنتج سياسيين يهدفون الى خدمة المجتمع
الأنظمة السلطوية تعمد على تضييق دوائر الأنتماء بزرع الشك و الريبة و المرشدين و البصاصين فى المجتمع و تضييق الخناق على العمل العام لأن الإنتماء الأوسع به تهديد مباشر لنظام الحكم المستبد
الحاضنة الرئيسية لإفراخ السياسيين فى النظم الأستبدادية هى أجهزة الأمن ؛ أما الحاضنة الرئيسية لإفراخ السياسيين فى الدول المتقدمة فهى الجمعيات الأهلية و الخيرية و منظمات العمل العام
إذا أردنا التقدم فعلينا بتوسيع دوائر الثقة و الأنتماء ؛ المبادئ و الأحترام و الأخلاق هى الحل فالثقة لا تنمو فى مجتمع البصاصين و البلطجية و المصلحجية ؛ إبدأ بنفسك
Comments
Post a Comment