2 - مفهوم سيادة المواطن



أيها الشعب السيد في البلد السيد

قال هذه العبارة الفريق سامى عنان و هو يخاطب الشعب المصرى , فأختفى في غيابة السجن الحربى

لماذا أقلق خطابه الحكم العسكرى ؟ لأن وعي الشعب بحقه في السيادة أمر مرعب لأي نظام حكم سلطوي , و من وجهة نظرى فأن هذه العبارة هى السبب الرئيسى فى غضب النظام العسكرى علي الفريق عنان

أيها الشعب السيد فى البلد السيد

نظام الحكم السلطوي يعتبر أنه السيد و أن الشعب حقير و همجى لا يستحق السيادة , رأينا ذلك فى حوار عمر سليمان مع كريستيان أمانبور أثناء ثورة يناير عندما قال : الشعب المصرى غير مؤهل للديموقراطية , و رأيناه أيضا في فيديو شهير لمدير أمن أحد محافظات الدلتا أثناء الثورة عندما قال لرجال الأمن : نحن أسياد هذا الشعب و أحذيتنا فوق رؤسهم

 الدول التى يحظى فيها المواطن بمكانتة اللائقة و أجهزة الدولة تدرك دورها كأجهزة خدمية للمواطنين هي دول متقدمة وكلما زاد ادراك أجهزة الدولة و نظام الحكم بهذه النقطة بالتحديد زاد تقدم و رقى الدولة ,  و تسمى هذه الأنظمة بنظم الرخاء الإجتماعى و مثلها القائم فى عالمنا المعاصر هى الدول الأسكندنافية , النرويج و السويد و الدانمارك

أيها الشعب السيد في البلد السيد

ماذا لو نشرنا هذا المفهوم او هذه الثقافة فى مصر اليوم ؟ الآن ؟ هل ينجح فى جعل الدولة متقدمة ؟
لا أعتقد , سيحدث مثلما حدث فى الفيلم الكوميدى للكاتب أحمد رجب فيلم الوزير جاى عندما صفع المواطن الساعى لأنه أتى بالقهوة على غير ما طلب منه , بالطبع هذا مثل فج لكنه يعكس أن معظم المواطنين سيسيء فهم ما ينطوى عليه فكرة السيادة , فتنتشر اشغالات الطريق , و وضع اليد و التعالى على موظفي الدولة , (انت مرتبك من فلوسنا) و هكذا

سيادة المواطن مرتبطة بأحترام المواطن للحقوق و الحدود و وجود عرف قائم على سيادة مصلحة المجتمع على سيادة الفرد , سيادة المواطن هى سيادة مجمعة و ليست فردية , سيادة الشعب كمجموع , فالدولة قوامها الأهم هو الشعب , و أجهزة الحكم بلا استثناء تقوم علي ادارة شئون الشعب و تنظيم العلاقات و حماية الحقوق و الحريات

أيها الشعب السيد فى البلد السيد

اذا أردت أن تكون سيدا فى بلدك فالعمل الجماعى و أحترام حقوق الآخرين هو الحل

الأنانية و الفردية و التحزب و العنصرية و التطرف و الطائفية و الخوف هى أدوات سيطرة من عمل الأنظمة السلطوية , هذه ليست دعوة للفاشية بأن يصبح الشعب نسخا مستنسخة كما تريد الأحزاب الشيوعية أو الدينية ؛ فلابد أن يكون هناك اختلاف على التفاصيل و التوجهات  لكن لا يجب ان يكون هناك خلاف على المبادئ و القيم

الشعب مجتمعا هو سيد البلد ؛ و كل فرد فى الشعب له إحترامه المكتسب أولا من إنتمائه للشعب ؛ و ثانيا من قيامه بدوره الفعال فى المجتمع سواء كان مزارعاً أو صانعاً أو بناءاً  أو شافياً أو حامياً أو مالكاً أو خادماً (من القائمين بأعمال الخدمات) ؛ و ثالثا من أحترامه لحقوق الآخرين 

   

Comments

Popular posts from this blog

1- مفهوم الدولة أو الوطن

3 - أهمية طريقة إنتقال الحكم (تداول السلطة) فى استقرار الدولة و مستوى حضارتها